ظاهرة تسول اطفال في شوارع نواكشوط

نواكشوط

 

 انتشار تسوّل الأطفال في نواكشوط… مشهد يومي يقلق الشارع ويطرح أسئلة مؤلمة

نواكشوط – المصدر إنفو

يشهد شارع الموريتاني وعدد من التقاطعات الحيوية في العاصمة نواكشوط انتشارًا لافتًا لظاهرة تسوّل الأطفال، حيث أصبح المشهد جزءًا من الحياة اليومية للمارة والسائقين، وسط دعوات متزايدة للتدخل للحد من هذه الظاهرة التي تتزايد بوتيرة مقلقة.

أطفال قاصرون في قلب الشارع

منذ ساعات الصباح الأولى، يصطف أطفال تتراوح أعمارهم بين 4 و14 سنة قرب الإشارات الضوئية وفي مداخل الأسواق والمحال التجارية، يحملون عبوات بلاستيكية صغيرة أو أكياسًا يجمعون فيها النقود من المارة.

في شارع الموريتاني، وهو أحد الشوارع الأكثر نشاطًا في العاصمة، يزداد عددهم بشكل ملحوظ، إذ يقتربون من السيارات عند توقّفها، ويطلبون مساعدة مادية بعبارات قصيرة أو نظرات استجداء صامتة.

أسباب اقتصادية واجتماعية

ترجع هذه الظاهرة، وفق مختصين اجتماعيين، إلى عدة عوامل أبرزها:

الفقر المدقع الذي يدفع بعض الأسر لاعتماد أطفالها كمصدر دخل.

تسرّب الأطفال من المدارس بسبب ضعف الإمكانيات التعليمية أو عدم قدرة الأسر على المتابعة.

غياب الرقابة الأسرية، وبعض الحالات تعود إلى أسر مفككة أو غير مستقرة.

استغلال الأطفال من طرف شبكات أو جهات تستفيد من وجودهم في الشارع.

خطر محدق بالمستقبل

يحذّر ناشطون في مجال حماية الطفولة من المخاطر التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال، مثل:

الاستغلال الجسدي والنفسي

التعرض لحوادث السير

الانخراط في أنشطة غير قانونية

الإدمان على التدخين أو مواد خطرة

الحرمان من التعليم والبيئة الأسرية الطبيعية

ويؤكد هؤلاء أن استمرار الظاهرة بهذه الوتيرة قد يؤدي إلى جيل يعاني من الهشاشة والتهميش، مما يشكل عبئًا على الدولة والمجتمع مستقبلاً.

ردود فعل المجتمع

عدد من المواطنين عبّروا للمصدر إنفو عن قلقهم من الانتشار “غير المسبوق” للمتسولين صغار السن، مطالبين السلطات بوضع خطة عاجلة، تشمل

جمع الأطفال من الشوارع

إخضاعهم لفحوص صحية ونفسية

إعادة إدماجهم في المدارس

دعم الأسر الفقيرة بدل ترك أطفالها يواجهون الشارع

دعوة للتدخل

على الرغم من وجود قوانين لحماية الطفل وتجريم استغلاله، فإن تطبيقها على أرض الواقع ما يزال يواجه صعوبات، في ظل غياب مراكز إيواء كافية وبرامج متابعة اجتماعية قوية.

ويرى مراقبون أن الحل “يتجاوز المعالجة الأمنية المباشرة”، ويحتاج إلى خطة وطنية تشمل الوزارات المعنية، والمجتمع المدني، والمنظمات الدولية، بالإضافة إلى حملات توعية واسعة تستهدف الأسر.

المدير ناشر المصطفى محمد بنيجاره

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى