مقال حول مدينة لعيون عاصمة الحوض الغربي
نواكشوط

مدينة لعيون: جوهرة الشرق الموريتاني
الموقع الجغرافي
تقع مدينة لعيون (أو العيون) في ولاية الحوض الغربي شرق موريتانيا، وتُعد عاصمة لهذه الولاية. تبعد حوالي 700 كيلومتر شرق العاصمة نواكشوط، وتُعد مركزًا حضريًا مهمًا يربط بين الشرق والجنوب الموريتاني، كما أنها قريبة من الحدود مع مالي.
السكان والمجتمع
يبلغ عدد سكان مدينة لعيون حوالي 30,000 نسمة تقريبًا (وفق تقديرات 2023)، وهي تضم مزيجًا من المكونات العرقية والاجتماعية الموريتانية، مثل البيظان والفلان والسوننكي وغيرهم، مما يخلق تنوعًا ثقافيًا ثريًا. يشتهر سكانها بالضيافة والكرم، كما تُعرف المدينة بطابعها المحافظ والديني.
الاقتصاد والمعيشة
تعتمد المدينة بشكل رئيسي على:
الزراعة: خاصة زراعة الحبوب والخضروات في المواسم المطرية.
الرعي: بحكم موقعها في منطقة رعوية خصبة.
التجارة: حيث تُعد سوقًا محليًا نشطًا للسلع القادمة من مالي ومناطق موريتانية أخرى.
كما توجد بعض الأنشطة الاقتصادية الصغيرة مثل الحرف اليدوية، والنجارة، والنقل المحلي.
البنية التحتية والخدمات
تتوفر في لعيون بنية تحتية متوسطة، تشمل:
شبكة طرق تربطها بالمدن المجاورة مثل كوبني والطينطان وكيهيدي.
مستشفى جهوي يقدم خدمات صحية لسكان المدينة والمناطق المجاورة.
مدارس وثانويات، بالإضافة إلى مؤسسات دينية مثل المحاظر التي تُعنى بتعليم القرآن والعلوم الشرعية.
كما بدأت مشاريع تنموية حكومية في السنوات الأخيرة لتحسين الكهرباء والماء وشبكات الاتصال.
الثقافة والدين
الثقافة في لعيون متجذرة في التقاليد الإسلامية، حيث تنتشر المحاظر (المدارس الدينية التقليدية)، ويُعرف العديد من علماء المدينة بمكانتهم الدينية والعلمية. إلى جانب ذلك، تقام في المناسبات الاجتماعية والشعبية عروض شعرية وموسيقية تمثل التراث المحلي.
التحديات
رغم أهميتها الجغرافية والثقافية، تواجه لعيون عدة تحديات منها:
ضعف البنية التحتية (الطرق، الخدمات الصحية والتعليمية).
نقص فرص العمل للشباب.
تأثيرات التغير المناخي على الزراعة والمراعي.
خاتمة
تمثل لعيون مدينة واعدة في شرق موريتانيا تجمع بين الأصالة والتنوع، ورغم التحديات، فإنها تتمتع بموقع استراتيجي وثقافة غنية تجعلها محورًا مهمًا في مستقبل التنمية في البلاد.
المصطفى محمد بنيجاره المدير الناسر